النظرة الشكلية المظهرية في نطاق ديننا ؟
لعل ذاكرة العديد منا لايزال يرن في مسامعها قول أبو الطيب المتنبي معايراً أهل مصر قائلاً : أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ولا أدري من الذي عمل جاهداً – سواء عن جهل أوقصد – لأن يشيع بين الناس قناعة مغلوطة بأن الدين ، والإسلام على وجه الخصوص ، إنما أنزله الله على الناس مركزاً على الشكليات المظهرية ، من أداء للفروض وكأنها مجرد طقوس ، الى محاكمات متطرفة وعنيدة لشكل الملبس ومقاساته للرجال والنساء ، وملاحقة الناس في الطرقات والأسواق لمجرد الشك ، وكأن المسلمون دون سائر خلق الله في أرضه الوحيدون المتهمون بالكفر والفسوق والزندقة والعهر .
في حين وضع رسول هذا الدين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم قاعدة شرعية تنص بدرء الحدود ،( حتى الحدود) بالشبهات .
ونحن نفعل العكس حين نطارد الناس ونجرمهم بمجرد الشبهات .
وإذا كانت النوايا – بل وحتى الأعمال –بنتائجها ، فأسأل نفسك إلى أين قادتنا هذه النظرة الشكلية المظهرية في نطاق ديننا ؟
تجد الإجابة واضحة في حيثيات واقعنا اليومي .
لقد أفرزت أسوأ ظاهرتين تتمثلان في نموذجين ، ولا يمكن لعاقل أن يعتقد بأنهما يمثلان النموذج المثالي بل وحتى الواقعي والحقيقي للدين الإسلامي .